هدية قطرية رئاسية لترامب تثير عاصفة من الجدل.. تفاصيل

أثارت تقارير إعلامية عن نية دولة قطر تقديم طائرة رئاسية من طراز بوينج 747-8 للرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً في الولايات المتحدة، حيث أطلق منتقدون تحذيرات من احتمال وجود فساد وتأثير أجنبي غير مشروع.

وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" أن هذه الهدية الفارهة، التي يُطلق عليها اسم "القصر الطائر"، ستُستخدم كطائرة رئاسية معدلة، مما أثار مخاوف قانونية وأخلاقية بشأن مدى توافقها مع الدستور الأمريكي وقوانين مكافحة الفساد.

وفي رد على هذه التقارير، صرح علي الأنصاري، الملحق الإعلامي القطري في الولايات المتحدة، لمجلة نيوزويك بأن التقارير "غير دقيقة"، وأوضح أن "إمكانية نقل طائرة للاستخدام المؤقت كطائرة رئاسية هي قيد الدراسة حالياً بين وزارتي الدفاع القطرية والأمريكية، لكن الأمر لا يزال قيد المراجعة من قبل الإدارات القانونية المعنية، ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد".

ويحذر النقاد من أن قبول هدية بهذا الحجم قد يشكل سابقة خطيرة، ويشجع دولاً أجنبية أخرى على تقديم هدايا باهظة الثمن بهدف الحصول على معاملة تفضيلية أو صفقات تجارية.

كما يثير البعض تساؤلات حول مدى قانونية هذه الخطوة، وما إذا كانت تتعارض مع بند المكافآت الأجنبية في الدستور الأمريكي.

وتأتي هذه التطورات في ظل مخاوف متزايدة بشأن تداخل المصالح بين السياسة والأعمال الشخصية خلال فترة رئاسة ترامب، خاصة في ظل استمرار مؤسسة ترامب، التي يديرها أبناؤه، في السعي وراء مشاريع عقارية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مشروع منتجع جولف فاخر بقيمة 5.5 مليار دولار في قطر.

وأشار تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن الرئيس ترامب قام بجولة في الطائرة المذكورة في فبراير الماضي، بينما كانت متواجدة في ويست بالم بيتش، فلوريدا، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الهدية خلال زيارة ترامب المرتقبة إلى قطر هذا الأسبوع.

ويشير بند المكافآت الأجنبية في الدستور الأمريكي إلى أنه "لا يجوز لأي شخص يشغل أي منصب ربحي أو ثقة تحت سلطته، أن يقبل، دون موافقة الكونجرس، أي هدية أو مكافأة أو منصب أو لقب، من أي نوع كان، من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية".

وقد أثارت هذه التقارير ردود فعل غاضبة من بعض أعضاء الكونجرس، حيث وصف النائب جيمي راسكين الهدية بأنها "رشوة في وضح النهار"، ودعا إلى ضرورة حصول ترامب على موافقة الكونجرس قبل قبولها.

كما أعرب السيناتور آدم شيف عن قلقه بشأن "الفساد الوقح" الذي تنطوي عليه هذه الهدية.

ومن جهتها، نفت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، اتهامات تضارب المصالح، وأكدت أن الرئيس ترامب "لم يفعل أي شيء لمصلحته الشخصية".

ومن المقرر أن يبدأ ترامب أولى جولاته في الشرق الأوسط في ولايته الثانية يوم الاثنين، حيث سيزور المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.